الكويت - عقدت جمعية المحامين الكويتية مطلع نيسان ندوة بعنوان "العدل أساس الملك - دور القضاء في عصر التحوّل الرقمي"، استضافت فيها رئيس مجموعة طلال أبوغزاله العالمية، المفكّر العربي الكبير الدكتور طلال أبوغزاله.

في كلمته، استعرض سعادة الدكتور أبوغزاله مسيرته العملية معبّرا عن اعتزازه العميق بأن مشواره العملي انطلق من دولة الكويت التي جاءها لا يملك شيئا عام 1960 وقضى فيها (30) عاما حظي خلالها بدعم من أصحاب السمو أمراء الكويت، وتعلّم خلالها كلّ شيء وكان فيها أكثر من مواطن، إذ لم يواجه يوما مشكلة أو عقبة. ثمّ انتقل إلى الأردن قسرا لتحتضنه المملكة وتمنحه الجنسية والمواطنة الكاملة والرعاية ليستكمل مسيرته ويواصل تحقيق النجاحات.

وخلال الندوة التي أدارها رئيس جمعية المحامين الكويتية الأستاذ شريان الشريان، تحدّث الدكتور أبوغزاله في ثلاثة محاور رئيسة (ثورة المعلومات والمعرفة، الرقمية في القضاء والعدل والمحاماة، ونماذج متقدمة في التحوّل الرقمي).

وقال إن بداية قناعته بأهمية ثورة المعلومات والمعرفة كانت في عام 1965، وذلك بعد التحاقه بدورة "Data processor"، فأيقن حينها أن هذا العلم الذي لا يعرف عنه غالبية الناس بداية لشيء عظيم قادم، مشيرا إلى أن ما يشهده العالم من بداية ثورة معرفية هو مقدّمة لما هو أخطر مما نراه اليوم، وأن العالم مقبل على التحوّل الرقمي.

وأضاف سعادته أنه عندما أسس طلال أبوغزاله العالمية من الكويت عام 1972، كان الهدف "بناء القدرات"، ولذلك صار كلّ تركيز المجموعة على كيفية بناء القدرات وخصوصا في مجال التحوّل الرقمي، لافتا إلى أن التحوّل الرقمي صار في كثير من المجالات ومنها الاقتصاد والتعليم، حيث أصبح هناك اقتصاد رقمي وتعلّم رقمي.

وكشف الدكتور أبوغزاله عن مشروع سيطلقه العام القادم سيغيّر التعليم في العالم كلّه، مبيّنا أن "التعليم الذي تعلّمناه والقائم على الحفظ لم يعد يصلح للجيل القادم وخاصة في عصر المعرفة، فالتعليم يجب أن يصبح تعلّما، ودور المعلّم يجب أن يصبح موجّها".

وفيما يخصّ القضاء والتحوّل الالكتروني، قال الدكتور أبوغزاله إن آخر مهنة لم تتحوّل رقميا هي القضاء، وهذا على مستوى العالم كلّه، مشيرا إلى أن بعض الدول استعملت "المحاكمات الاونلاين"، لكنّ هذا لا يمكن اعتباره رقمنة للقضاء.

وجدد الدكتور أبوغزاله التأكيد على أن جميع دول العالم مازالت متأخرة في التحوّل الرقمي في القضاء، مشددا على أن العدل أساس الملك، وأنه لا يمكن تحقيق النزاهة الكاملة دون التحوّل الرقمي.

وتطرّق إلى تجربة الدول الاسكندنافية ودول البلطيق، قائلا إن مجموعة طلال أبوغزاله العالمية تحضّر وتدرس تجربة تلك الدول المتقدّمة في مجال رقمنة القضاء من أجل الاستفادة منها بأفضل وجه.

وأشار إلى أن التحوّل الرقمي في القضاء يستلزم إعادة تأهيل البنى التحتية التكنولوجية للقضاء وتدريب وتأهيل كلّ العاملين فيه من قضاة ومحامين و إداريين للتعامل بالرقمنة القضائية، لافتا إلى أن مجموعة طلال أبوغزاله العالمية تقدّم المشورة على مستوى العالم في كيفية التحوّل الرقمي.

وتفاعل الحضور مع كلمة الدكتور أبوغزاله وعبروا عن تأييدهم لدعوته بضرورة رقمنة القضاء وتأهيل العاملين في هذا المجال من خلال اقامة الدورات التدريبية وورش العمل المتخصصة بالقضاء الرقمي، كما أثنوا على دور المجموعة في مجالات الملكية الفكرية والتعلّم الالكتروني.

إلى ذلك، استقبل معالي الشيخ فيصل الصباح سعادة الدكتور طلال أبوغزاله في ديوانه العامر، وأهداه سيف الكويت المرصّع.

وأعرب الدكتور أبوغزاله عن خالص محبته و تقديره للشيخ الصباح على حفاوة الاستقبال وحُسن الضيافة خلال زيارته الكويت، مشيرا إلى أنه في ندوة جمعية المحامين التي أقيمت يوم الاثنين 1 نيسان 2024 أعلن اعتزازه أن "طلال أبوغزاله صُنع في الكويت".

وفي برقية شكر بعث بها إلى معالي الشيخ فيصل الصباح: ذكر الدكتور أبوغزاله "إن استقبال معاليكم لي في ديوانكم العامر وإهدائكم لي سيف الكويت المرصع إنما يعبر عن أصدق و أطيب المشاعر، مما زادني حبا و تقديرا لشخصكم الكريم و لبلد رعايتي الأول".